تمثل الإنتاجية في أي منظمة أو شركة عنصراً أساسياً لتحقيق النجاح والاستدامة، لذا مع زيادة التحديات المالية التي تواجهها الشركات، يصبح من الضروري فهم كيفية تأثير الضغط المالي على الموظفين وفرق العمل بشكل عام. يتساءل الكثيرون عن الصلة بين القلق من الأمور المالية وأداء العاملين، وما هي العوامل التي يجب أخذها في الحسبان للمحافظة على إنتاجية الموظفين في ظل وجوده.
في هذا المقال، سنستكشف عمق العلاقة بين الضغط المالي والأداء الوظيفي، وسنلقي الضوء على الآثار السلبية بين هذا الضغط وطريقة أداء الموظفين مهامهم الوظيفية. سنقدم أيضاً نظرة شاملة على كيفية تقليل تلك الآثار الضارة وزيادة إنتاجية الموظفين في مواجهة التحديات المالية.
إنَّ فهم كيفية التعامل مع الضغط المالي والمحافظة على إنتاجية الموظفين هو أمر بالغ الأهمية في عالم الأعمال المعاصر، حيث يمكن أن يكون الفارق بين النجاح والفشل. دعونا نبدأ في استكشاف هذا الموضوع الهام بمزيد من التفصيل، لنعرف كيف يؤثر الضغط المالي على إنتاجية الموظف.
ما هو الضغط المالي؟ وما هو الضغط الوظيفي؟
الضغط المالي هو حالة من القلق والتوتر الناجمة عن عدم قدرة الفرد على تلبية احتياجاته والتزاماته المالية. يمكن أن يتسبب هذا النوع من الضغوطات في حدوث مشاكل صحية ونفسية واجتماعية للأفراد. بعض الأسباب التي تؤدي إلى الضغط المالي هي: الديون والرهونات والفواتير والضرائب والتضخم وانخفاض الدخل وانعدام الأمن الوظيفي وعدم الاستقرار الاقتصادي.
وإذا ما أردنا معرفة كيف يؤثر الضغط المالي على إنتاجية الموظف، نجد أنَّ تأثيره قد يكون مختلفاً باختلاف الأشخاص أنفسهم، إذ قد يؤدي إلى التوتر النفسي، وتقليل الرضا عن العمل، وتشتيت الانتباه، وبالتالي تقليل الإنتاجية؛ وبالتالي ستتأثر الشركات أنفسها بسبب ذلك.
وأما بالنسبة إلى الضغط الوظيفي بشكل عام، فهو يعتبر أحد أنواع الضغوط الذي يشعر بها الموظفين، والتي تكون دلالة على أن هناك صعوبة لا يتمكن الموظف من أن يعمل بذلك الوضع بسبب قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه، والتوقعات العالية، ونقص الموارد، وغيرها من الاحتمالات.
ولكن تكمن المشكلة أنه في بعض الحالات، قد تكون ضغوطات العمل المختلفة لها مقابل من حيث الراتب المرتفع، ولكن على الجانب الآخر، إذا اجتمع الضغط الوظيفي مع الضغط المالي، فإن ذلك سوف يكون مشكلة أكبر على المدير الناجح أن يتغلب عليها.
الضغط المالي وضغط العمل والإنتاجية
العلاقة بين الضغط المالي وإنتاجية الموظفين علاقة عكسية، حيث يؤدي الضغط المالي إلى انخفاض إنتاجية الموظفين. ويرجع ذلك إلى أنَّه يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات النفسية والجسدية، والتي يمكن أن تؤثر سلباً على تركيز الموظفين وقدرتهم على أداء مهامهم بشكل فعال.
وعلاوة على ذلك، فإن الضغط الوظيفي، بشكل عام، بغض النظر عن الضغط المالي، سوف يعني في النهاية بأن انتاجية ذلك الموظف سوف تتأثر بشكل كبير، كما يمكن ملاحظة بأن الجودة التي يخرجها ذلك الموظف أصبحت أقل وبشكل ملحوظ، كما ترتفع نسبة الأخطاء.
وذلك لأن عقل الإنسان يكون أكثر صفاء في أوقات معينة، وبالتحديد تلك الأوقات التي يكون فيها مسترخيا وقادرا على الإبداع والتركيز والتفكير، على عكس الضغط المالي والوظيفي الذي يعيق هذه العملية عند كل الموظفين.
اقرأ عن: التخطيط المالي الشخصي وللشركات: خارطة طريقك لتحقيق أهدافك المالية
ما هي نتائج الضغط المالي والضغط الوظيفي؟
يمكن القول بأن الآثار المترتبة على ضغوطات العمل تكون كثيرا، بل إن بعض الآثار قد تكون عواقبها وخيمة على المدى البعيد، سواء على الموظف وعلى استمرار في الشركة، أو حتى سواء على مستوى المؤسسة. وإليكم بعض الأضرار والنتائج.
- انخفاض جودة العمل: يؤدي الضغط المالي إلى تقليل التركيز والأداء والإبداع في أداء المهام الوظيفية، وزيادة معدلات الخطأ والتأخير والإهمال. كما يؤثر على جودة الخدمة التي يقدمها الموظفون للعملاء أو الزبائن أو لزملاء العمل.
- انخفاض الرضا الوظيفي: يقلل الضغط المالي مستوى رضا الموظف عن وظيفته وولائه للمنظمة التي يعمل فيها، كما يزيد لديه مشاعر الإحباط والسخط والاستياء من ظروف العمل.
- زيادة معدلات التغيب والاستقالة ودوران العمالة: يؤدي الضغط المالي إلى ارتفاع نسب الغياب عن العمل بسبب المشكلات الصحية أو النفسية أو الاجتماعية التي قد يتسبب بها الضغط المالي للموظفين، كما يزيد من رغبتهم بالاستقالة من وظائفهم، مما يرفع معدلات دوران العمالة في الشركات.
- زيادة الضغوطات الإدارية: يؤدي الضغط المالي إلى زيادة الضغوطات التي تواجهها الإدارة في تحقيق أهدافها وخططها بسبب انخفاض جودة وإنتاجية عمل الموظفين، وزيادة مشكلات التواصل والتعاون بينهم، وزيادة حاجتهم إلى التدريب والإرشاد والدعم.
- زيادة السلوكيات غير المرغوب فيها في العمل: يؤدي الضغط المالي إلى زيادة الأنماط السلوكية غير المرغوبة في بيئة العمل، مثل التشاؤم والسخرية والانتقاد والشكوى، أو التجاذبات والصراعات بين زملاء العمل أنفسهم أو مع رؤسائهم، بالإضافة إلى استغلال الموارد أو المزايا بشكل غير مشروع، أو خرق قوانين وقواعد العمل المؤسسي.
- زيادة حوادث العمل: بسبب انخفاض التركيز أو الانتباه، وبسبب ارتفاع مستويات الإجهاد أو الإرهاق أو العصبية، قد يؤدي الضغط المالي إلى زيادة خطر تعرض الموظفين لحوادث أو إصابات في مكان العمل.
- غياب الإبداع والابتكار: يؤدي الضغط المالي إلى كبت القدرات الإبداعية والابتكارية في الشركات، وتقليل رغبة الموظفين في تطوير مهاراتهم أو معارفهم أو مشاركتهم في تحسين الأداء أو المنتجات أو الخدمات.
أنواع ضغوط العمل
تعتبر ضغوط العمل لها الكثير من الأنواع المختلفة، ولكن سوف نذكر لكم فيما يلي مجموعة من أشهر أنواع التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
- الضغط المالي يعتبر واحدا من الضغوط الوظيفية التي يشعر بها الإنسان بالأخص عندما يكون لديه ظروف مالية سيئة، وتكون الوظيفة لا تعطيها الحقوق المالية الكافية، مما يترتب عليه ضغط وظيفي ومالي في نفس الوقت.
- الضغط الزمني، وهو ذلك الضغط الذي يحصل عند الموظفين الملزمين بتسليم مهام معينة في وقت معين، ولم يسعهم الوقت لذلك.
- وهناك أيضا الضغط العقلي، والذي قد يكون بسبب التحديات الذهنية المعينة أو المهام التي تتطلب التفكير المتواصل الذي يؤدي إلى الإرهاق.
- يوجد كذلك الضغط البدني بسبب النشاط البدني الشاق على فترة طويلة أو البيئة الغير مناسبة من حيث الجلوس لفترات طويلة أو الوقوف لفترات طويلة أو التعب الجسدي.
- هناك كذلك أحد أنواع الضغوطات الأخرى وهي الضغط الاجتماعي والذي ينشأ بسبب التفاعل بين الموظفين وقلته ومشاكل فيه.
قد يهمك: أفضل جدول لادخار المال ونصائح مهمة للإدارة المالية
كيف يؤثر الضغط المالي والضغط الوظيفي على إنتاجية الموظف ورفاهيته؟
العلاقة بين الضغوطات المالية وإنتاجية الموظفين علاقة معقدة. تُشير المقولة الشائعة بأنَّ “القليل من الضغوطات مفيدة للإنتاجية والإبداع”، لكنَّها تنطبق على مفهوم التحدي، والذي غالباً ما يتم الخلط بينه وبين الضغوطات المالية التي ينتج عنها عواقب نفسية وخيمة.
دائماً ما يكون للضغوطات المالية تأثير عكسي، مما يعني انخفاض الإنتاجية وجود تأثيرات سلبية على الصحة البدنية والعقلية.
عندما يتعرض أي موظف لضغوطات مالية لا يستطيع تجاوزها، فإنَّه يجد صعوبة كبيرة في التركيز على عمله؛ إذ ودون أي رغبة منه، يتخلى عقه عن كل شيء ويظل مركزاً في الإيجارات والدفعات والأقساط وغيرها من الهموم المالية؛ وقبل أن يدرك ذلك، تمر الساعات بسرعة ليجد الموظف نفسه لم ينجز أي شيء.
بشكل عام، عندما نكون تحت الضغط (أياً كان نوعه)، تركز أجسادنا وعقولنا على التعامل معه بدلاً من التركيز على أي شيء آخر؛ وبالتبعية، يؤدي ذلك إلى انخفاض التركيز وصعوبة تذكر الأمور الهامة وصعوبة اتخاذ القرارات. وفي المقابل، تؤدي هذه الصعوبات المعرفية والإدراكية إلى انخفاض الإنتاجية، وانخفاض جودة العمل. أي وبعبارة أخرى، يتسبب ذلك بحالة من “التغيب والحضور” في الوقت نفسه، أي أنَّ الموظف يكون حاضراً جسدياً، ولكنَّ تفكيره في مكان آخر، وبالتالي لا يؤدي مهامه كما يجب.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يكون الموظف تحت الضغط، يكون أكثر ميلاً للدخول في صراعات مع زملاء العمل، حيث يصبح أكثر قسوةً مع مرؤوسيه، وهجومياً في طريقة تعامله مع مديريه المباشرين؛ وبذلك تتحول بيئة العمل إلى بيئة سامة تتسبب بانخفاض الروح المعنوية، وزعزعة أعضاء الفريق وانخفاض إنتاجيتهم.
أسباب ضغوط العمل
هناك مجموعة من الاحتمالات المختلفة التي يعاني منها الموظف، والتي يترتب عليها حصول ضغوط العمل بشكل مستمر، وإليكم بعض الأسباب المحتملة فيما يلي:
- وجود الكثير من أعباء العمل يعتبر واحدة من أهم المشكلات، وذلك لأن الأعباء المستمرة وبشكل متواصل، والتوقعات المرتفعة تؤدي إلى انخفاض أداء الموظف، والتأثر والشعور بالضغط والإرهاق.
- قلة دعم الموظفين يعتبر من العوامل الأساسية، حيث ان الموظفين دائما يحتاجون إلى الدعم سواء كان ذلك الدعم المعنوي أو حتى الدعم المادي لتجنب الضغوطات المادية، وكذلك الضغوطات النفسية والتشجيع للاستمرار على الإبداع وعدم وجود الدعم يتسبب الضغط في العمل.
- بالنسبة إلى الموظفين الجدد، وبالتحديد أولئك الموظفين الذين لم يمتلكوا الخبرة الكافية، بعض قد يمرون بمشكلة الضغط، العمل أكثر من غيرهم، وذلك بسبب قلة التدريب، وأنهم لم يعتادوا على الوظيفة بعد، كما أنهم يشعرون بالتوتر.
- كما تعتبر بيئة العمل الكاملة واحدة من أهم العوامل التي يترتب عليها الضغط أو الراحة، إذ أن بيئة العمل السيئة التي تحتوي على مشاكل في البنية الخاصة بها، يترتب عليها ضغط و شعور بعدم الرضا عند الموظفين.
- كما يعاني الأشخاص الذين لا يمتلكون توازن بين العمل والحياة بالكثير من المشاكل الشخصية التي تستمر معهم لفترة طويلة، والتي يترتب عليها في النهاية ضغوطات عمل مستمرة، بالأخص أولئك الذين يعطون العمل كل يومهم.
وعلى الرغم من وجود المزيد من الاحتمالات الأخرى التي تتسبب الضغط الوظيفي، إلا أن ما سبق ذكره كان الاحتمالات الأساسية والأكثر تأثيرا، والتي على المدير أن ينظر إليها.
كيف يمكنك تخفيف الضغط المالي على موظفيك؟
تخفيف الضغط المالي عن الموظفين يمكن أن يكون مفتاحاً لتعزيز إنتاجيتهم ورفاهيتهم في مكان العمل. فيما يلي بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحقيق ذلك:
- توفير برامج تعليمية حول التخطيط المالي: يمكن تقديم دورات تدريبية للموظفين حول كيفية إدارة أمورهم المالية بفعالية. هذه الدورات يمكن أن تشمل مواضيع مثل إعداد ميزانية شخصية، وإدارة الديون، والاستثمار الذكي؛ مع تزويد الموظفين بالمعرفة والأدوات الضرورية، بحيث يتمكنون من اتخاذ قرارات مالية أفضل.
- تقديم خدمات الاستشارة المالية: يمكنك توفير خدمات استشارية مالية للموظفين من شأنها أن تساعدهم في تقدير وضعهم المالي، مع تقديم نصائح حول كيفية تحسينه.
- توفير خيارات الوصول إلى الدخل المكتسب: الوصول إلى الأجور المكتسبة هو واحد من عدة طرق فعالة لتخفيف الضغوطات المالية عن كاهل الموظفين. يتم ذلك من خلال تقديم خدمة تتيح لهم سحب جزء من راتبهم قبل موعد دفعه، وذلك لمساعدتهم على تلبية متطلباتهم المالية بكفاءة عالية.
- توجيه الموظفين إلى الموارد الخارجية: يمكن أن يتم تقديم معلومات حول الموارد الخارجية التي يمكن للموظفين اللجوء إليها لمساعدتهم في تخفيف الضغط المالي، مثل برامج الحصول على قروض شخصية، أو الحصول على خدمات مستشارين ماليين مستقلين.
- التواصل والشفافية: يجب أن يكون هناك تواصل مستمر وشفافية بين الإدارة والموظفين حول مسائل الرواتب والمزايا والسياسات المالية للشركة. الهدف من ذلك هو زيادة وعي الموظفين بأوضاعهم المالية، ومساعدتهم في التخطيط لإدارتها بشكل أفضل.
كيف تعمل حلول كيو سالاري على تخفيف الضغط المالي على الموظف؟
تحدُّ الآلية الاعتيادية لتسليم الرواتب من الخيارات التمويلية للموظفين، وتزيد من ضغوطاتهم المالية؛ إذ يتعيَّن عليهم انتظار اليوم المعتاد لتسليم الرواتب للوصول إلى أجورهم المكتسبة، وتلبية متطلباتهم المالية. ولذلك يعاني كثير منهم في التغلب على هذه الصعوبات، مما يقلل رفاهيتهم المالية، وينعكس سلباً على إنتاجيتهم ورضاهم عن عملهم.
ولأنَّ كيو سالاري Qsalary تعي بوضوح كيف يؤثر الضغط المالي على إنتاجية الموظف، فقد قامت بابتكار حل جذري يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، بحيث يتيح للموظفين الوصول إلى السيولة المالية التي يحتاجونها في أي وقت خلال الشهر، الأمر الذي يساعد في تحقيق الرفاهية المالية للموظفين ويمكِّنهم مالياً.
من خلال تطبيق كيو سالاري Qsalary، أصبح في إمكان موظفيك الحصول على رواتبهم المكتسبة ببساطة وبضغطة زر؛ مما يمنحهم مرونة مالية كبيرة لتلبية احتياجاتهم المالية، كما يساعدهم على إدارة نفقاتهم بفاعلية واتخاذ قرارات مالية مناسبة تستند إلى مستحقاتهم المالية، إذ يقدم لهم التطبيق واجهة بسيطة وسهلة الاستخدام يمكنهم من خلالها تتبع نفقاتهم بسهولة. فماذا تنتظر؟ سجِّل شركتكَ اليوم ومكِّن موظفيك، وساعدهم على تحقيق الرفاهية المالية.
المصادر
- الضغوط المالية والأداء في مكان العمل: ماذا يدور في أذهان موظفيك؟
- أثر التوتر والضغوطات على الإنتاجية في أماكن العمل.
- طرق التعامل مع الضغوطات المالية.
- العلاقة بين الضغط المالي وإنتاجية الموظف: لماذا يجب على أرباب العمل تقديم برامج التثقيف المالي؟
- الضغوطات المالية: السبب الأول في خسارة 300 مليار دولار في إنتاجية الموظفين سنوياً.

