الاستثمار في الأسهم: بوابة دخولك إلى عالم الثروة

الاستثمار في الأسهم

بسبب التغيرات الاقتصادية دائمة الحدوث، يسعى الناس إلى إيجاد طرائق فعالة لتنمية مدخراتهم وتأمين مستقبلهم المالي؛ لذا فإنَّ الاستثمار في الأسهم أحد أكثر الأساليب الشائعة التي تتيح للمستثمرين الاستفادة من النمو الاقتصادي للشركات المدرجة في البورصة. وفي حين يمكن للأسهم أن توفر عوائد مالية جذابة، ولكنَّها تأتي أيضاً مع مستوى معين من المخاطر.

لذا في هذا المقال، سنقدم شرحاً تفصيلياً لهذا النوع من الاستثمار، مع التركيز على ميزاته وعيوبه ومخاطره، بالإضافة إلى نصائح لاختيار الأسهم المناسبة، وبناء محفظة استثمارية قوية، وتحقيق الثروة على المدى الطويل.

ما هو الاستثمار في الأسهم؟

هو عملية شراء حصص ملكية في شركات مدرجة في البورصة، مع توقع تحقيق عائد على الاستثمار. عندما يشتري أي شخص أسهماً في شركة ما، فهو في الأساس يشتري حصصاً صغيرة من تلك الشركة؛ ومع نموها وزيادة ربحيتها، تزداد قيمة أسهمها، مما يمكِّن ذلك الشخص من بيع الأسهم التي اشتراها بسعر أعلى مما دفعه عند الشراء.

كيف يتم الاستثمار في الأسهم؟

يمكن أن يتم الاستثمار في الأسهم من خلال طرائق مختلفة، حيث يقوم المستثمرون بتحليل عوامل مختلفة مثل البيانات المالية للشركة التي يراد شراء أسهمها، واتجاهات الصناعة، وفريق الإدارة في الشركة، والظروف الاقتصادية قبل اتخاذ أي قرار بشأن طريقة شراء الأسهم. لكن غالباً ما يتم ذلك بإحدى هذه الطرق:

1. من خلال وسيط مرخص

يشتمل الاستثمار في الأسهم من خلال وسيط مرخص على فتح حساب وساطة مع شركة ذات سمعة طيبة. بمجرد فتح الحساب، يمكن وضع أوامر شراء وبيع أسهم شركة معينة من خلال منصة التداول الخاصة بالوسيط. يوفر الوسطاء إمكانية الوصول إلى العديد من البورصات، بحيث يمكن للمستثمرين تداول الشركات المدرجة فيها؛ كما توفر منصات التداول هذه مجموعة من الأدوات والخيارات، مثل البحث، وتحليل السوق، والحصول على مشورة شخصية تساعد المستثمرين في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.

2. من خلال صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة

هي صناديق استثمار تمتلك محفظة متنوعة من الأسهم للشركات المدرجة  في البورصات، والتي تتبع مؤشراً أو قطاعاً محدداً. تتيح للمستثمرين إمكانية التعرف على قطاع أو صناعة أو مؤشر سوق معين باستثمار واحد. توفر صناديق الاستثمار المتداولة إمكانية تنويع خيارات الأسهم عبر شركات متعددة دون اختيار أسهم شركة واحدة بعينها، مما يعمل على بدوره على توزيع المخاطر عبر أصول متعددة. كما أنَّها توفر السيولة والمرونة والشفافية، مع عرض التسعير في الوقت الحقيقي للخيارات المختلفة، وتوفير إمكانية البيع والشراء خلال اليوم. يمكن للمستثمرين الاختيار من بين مجموعة واسعة من صناديق الاستثمار المتداولة التي تغطي مختلف فئات الأصول واستراتيجيات الاستثمار والمناطق الجغرافية يما يتناسب مع أهدافهم الاستثمارية وقدرتهم على تحمل المخاطر.

3. من خلال صناديق الاستثمار المشتركة

تقوم صناديق الاستثمار المشتركة بجمع الأموال من عدة مستثمرين للاستثمار في محفظة متنوعة من الأسهم أو السندات أو الأوراق المالية الأخرى. آلية عملها كالتالي؛ يقوم المستثمرون بشراء أسهم الصندوق، ويقوم مدير الصندوق باتخاذ القرارات الاستثمارية بناءً على أهداف الصندوق واستراتيجية الاستثمار. وبخلاف صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التي تتداول على مدار اليوم، لا يمكن شراء أسهم صناديق الاستثمار المشتركة أو بيعها إلا في نهاية كل يوم تداول.

يوفر هذا الخيار الاستثماري فوائد التنويع، ذلك أنَّه ينشر المخاطر عبر مجموعة من الاستثمارات؛ كما يقدم إدارة احترافية غالباً ما تكون مفيدة للمستمرين المبتدئين؛ لذا غالباً ما تفرض رسوماً أعلى من صناديق المؤشرات المتداولة، كما أنَّ المستثمرين لا يملكون سيطرة على الأسهم داخل الصندوق.

أهم أنواع الأسهم

يوجد بعض التصنيفات الرئيسة لأنواع الأسهم؛ والتي قد تختلف بناءً على حقوق التصويت أو توزيعات الأرباح ضمن المحفظة الواحدة، أو تلك التي تُصنَّف حسب عوامل مختلفة أخرى مثل حجم الشركة ومجال نشاطها وأسلوب الاستثمار. فيما يلي بعض أهم هذه الأنواع بناءً على معايير مختلفة:

  • أسهم القيمة

هي أسهم الشركات التي تم تقييمها بأقل من قيمتها الحقيقية في السوق بالمقارنة مع أصولها أو أرباحها أو توزيعات الأرباح أو قيمتها الدفترية. يعتمد المستثمرون الذين يشترون هذه الأسهم على أنَّ سوق الاستثمار قد أخطأ مؤقتاً في تسعير السهم، وأنَّ قيمته الحالية المنخفضة سترتفع لتبلغ قيمته الحقيقية مع مرور الوقت. غالباً ما يكون لأسهم القيمة نسب سعر إلى أرباح أقل، وعوائد أرباح أعلى مقارنة بأسهم النمو.

  • أسهم النمو

هي أسهم الشركات التي من المتوقع أن تنمو بمعدلات أعلى من المتوسط مقارنة بالشركات الأخرى في السوق. تقوم هذه الشركات عادةً بإعادة استثمار أرباحها في توسيع العمليات أو تطوير منتجات جديدة أو دخول أسواق جديدة بدلاً من دفع أرباح للمستثمرين. ونظراً لأنَّ هذه الأسهم يتم تقييمها بتقييمات أعلى بناءً على إمكاناتها المستقبلية بدلاً من أرباحها أو أصولها الحالية، فإنَّها غالباً ما تتداول عند نسبة سعر إلى أرباح عالية؛ مما يعكس رغبة المستثمرين في دفع مبالغ أكبر فيها، في مقابل نموها المستقبلي المتوقع.

  • أسهم الدخل

هي أسهم الشركات التي تدفع باستمرار جزءاً من أرباحها للمستثمرين؛ مما يوفر لهم تدفقاً ثابتاً من الدخل، ويجعل هذه الأسهم جذابة للمستثمرين الذين يبحثون عن تدفق نقدي منتظم من استثماراتهم. عادة ما توجد أسهم الدخل في صناعات ذات أرباح وتدفقات نقدية المستقرة، مثل المرافق، والسلع الاستهلاكية الأساسية والاتصالات وصناديق الاستثمار العقاري.

الاستثمار في عالم الأسهم

مخاطر الاستثمار في الأسهم

رغم أنَّها توفر إمكانية تحقيق عوائد كبيرة تجعلها خياراً شائعاً لتحقيق عوائد مالية كبيرة على الأمد الطويل، إلا أنَّ الاستثمار في الأسهم يأتي مصوباً بالعديد من المخاطر التي يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية ومعرفة مسبقة بها:

  • مخاطر السوق

أي احتمال حدوث هبوط في سوق الأوراق المالية بشكل عام، مما يؤدي إلى إحداث خسائر في قيمة الأسهم بصورة عامة. يمكن لعوامل مثل الظروف الاقتصادية وأسعار الفائدة والأحداث الجيوسياسية وحدوث مخاوف لدى المستثمرين أن تؤثر على أسعار الأسهم وتساهم في حدوث تقلبات في السوق. وفي حين لا توجد طريقة محددة للتنبؤ بمخاطر السوق أو منع حدوثها، يُساعد التنويع عبر أنواع الأسهم المختلفة في التخفيف من حدة هذه المخاطر.

  • مخاطر السيولة

قد يكون من الصعب شراء أو بيع أسهم بعض الشركات، وخاصة الصغيرة، بسرعة بسعر عادل بسبب نقص المستثمرين في السوق أو ضعف حجم التداول؛ وهذا يعني أنَّه من الصعب بيع هذه الأسهم بسرعة دون تحمل خسارة؛ لذا يكون من الهام التركيز على الأسهم ذات أحجام التداول الأعلى لضمان سهولة الشراء والبيع عند الحاجة بأقل خسائر ممكنة.

  • مخاطر الائتمان

في سوق الأوراق المالية، تشير مخاطر الائتمان عادة إلى خطر تخلف الشركة عن سداد التزامات ديونها، مما قد يؤثر على سعر وقيمة أسهمها. إذا واجهت الشركة ضائقة مالية أو كانت غير قادرة على توليد تدفقات نقدية كافية للوفاء بالتزامات ديونها، فقد تتخلف عن السداد، مما يؤدي إلى انخفاض ثقة المستثمرين بها، وربما انخفاض سعر سهم الشركة.

  • مخاطر الاختيار

تشير مخاطر الاختيار إلى ضعف الأداء أو الخسائر الناتجة عن اختيار خاطئ للاستثمار في شركة أو أصل معين. والذي قد ينشأ من عوامل مختلفة، مثل ضعف الأداء المالي أو مشكلات إدارية ضمن الشركة نفسها، وغيرها من الأحداث الخاصة بالشركة والتي تؤثر سلباً على قيمة أسهمها. بالإضافة إلى عوامل أخرى مختلفة مثل توقيت السوق، إذ إنَّ شراء الأسهم بأسعار متضخمة أو بيعها في أثناء فترات ركود السوق أو هبوط قيمة الأسهم قد يؤدي إلى تآكل قيمة عوائد الاستثمار.

نصائح لاختيار الأسهم المناسبة

  • حدد أهدافك المالية

إنَّ فهم الأهداف المالية يساعد في توجيه عملية اختيار الأسهم؛ لذا يجب توضيح الأهداف الاستثمارية قبل اختيار الأسهم؛ هل الهدف هنا هو تحقيق دخل مستدام أم مكاسب سريعة؟ أم مزيج من الاثنين معاً؟

على سبيل المثال، إذا كان الهدف هو الادخار للتقاعد، فيمكن إعطاء الأولوية للأسهم المستقرة التي تدفع أرباحاً؛ أما إذا كان الهدف هو تنمية الثروة مع مرور الوقت، فيمكن التركيز على الشركات ذات النمو المرتفع، والتي تتمتع بالقدرة على زيادة رأس المال.

  • قوِّم قدرتك على تحمل المخاطر

إنَّ فهم قدرة المستثمر على تحمل المخاطر يساعد على اختيار الأسهم التي تتوافق مع أهدافه الاستثمارية؛ لذا يجب تقييم مقدار المخاطرة التي يكون المستثمر على استعداد لتحملها من خلال وضع عوامل مثل الإطار الزمني للاستثمار، والوضع المالي للمستثمر، ومستوى قدرته على تحمل تقلبات السوق في الحسبان. فمثلاً، إذا لم يكن المستثمر قادراً على تحمل مخاطر عالية، فمن الأفضل الاستثمار في شركات أكثر استقراراً ذات تقلبات أقل، رغم أنَّها تقدم عوائد أقل.

  • قم بإجراء التحليل الأساسي والتحليل الفني

يتضمن التحليل الأساسي تقييم الوضع المالي الحالي والمستقبلي للشركة، بما في ذلك إيراداتها وأرباحها وآفاق نموها وموقعها التنافسي وفريق الإدارة؛ ومن ثم اختيار تتمتع بأساسيات قوية ونماذج أعمال مستدامة ومزايا تنافسية. ومن ناحية أخرى، يتضمن التحليل الفني تحليل تحركات وأنماط أسعار الأسهم لتحديد فرص البيع والشراء. يوفر الجمع بين كلا المنهجين رؤية شاملة لإمكانات الأسهم، ويساعد في اتخاذ القرارات الاستثمارية.

  • قم بتنويع محفظتك الاستثمارية

التنويع هو من أبجديات إدارة المخاطر وتحسين العائدات؛ لذا يُفضل دوماً توزيع الاستثمارات ضمن أصول وصناعات ومناطق جغرافية مختلفة لتقليل تأثير أي تراجع في الأسهم أو السوق على المحفظة الاستثمارية، والحصول على مكاسب من قطاعات مختلفة مع التخفيف من تأثير الأسهم ذات الأداء الضعيف. على سبيل المثال، يُمكن الاستثمار في مزيج من الأسهم الكبيرة والصغيرة، وكذلك في قطاعات مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية والتمويل.

  • استثمر على المدى الطويل

لأنَّ تقلبات السوق قصيرة الأمد أمر لا مفر منه، يجب الاستثمار بأفق يمتد لعدة سنوات أو أكثر، بما يسمح للاستثمارات بالتراكم والنمو. يجب تجنُّب التفاعل بشكل متهور مع تحركات السوق قصيرة المدى أو الاستثمار في السوق في التوقيت الخاطئ، لأنَّ ذلك قد يؤدي إلى نتائج دون المستوى الأمثل. بدلاً من ذلك، يوصى بالصبر والانضباط والالتزام باستراتيجية استثمارية طويلة الأمد للحصول على عوائد مالية أعلى مع مرور الوقت.

كيف يمكن لحلول كيوسالاري Qsalary مساعدتك في ادخار المال المناسب للاستثمار في الأسهم؟

لأنَّنا في كيوسالاري Qsalary غاية همنا هي تمكين الموظفين وإزاحة الأعباء المالية عن كاهلهم، فقد أوجدنا حلاً جذرياً مبتكراً يتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية، ويوفر عليهم مشقة انتظار موعد استلام الراتب ليكونوا قادرين على تلبية أي متطلبات مالية من خلال تقنية تمكِّنهم من الحصول على السيولة اللازمة في أي وقت على مدار الشهر، فيكون كل يوم هو يوم راتب.

من خلال تطبيق كيوسالاري Qsalary، أصبح في إمكان موظفيك أن يحصلوا على مستحقاتهم المالية بضغطة زر دون انتظار الموعد المعتاد لتسليم الرواتب، مع القدرة على تتبع نفقاتهم بيسر شديد من خلال واجهة عرض بسيطة وسهلة الاستخدام؛ إذ يُمكِنهم من خلال واجهة التطبيق الوصول إلى تقارير مفصلة تَعرض عمليات السحب التي قاموا بها، والمبلغ المتبقي من راتبهم، مما يساعدهم على إدارة نفقاتهم المالية بحكمة، وادخار أموالهم والاستثمار في الأسهم بما يتناسب مع طبيعة الدخل المكتسب لديهم.

فماذا تنتظر؟ هيا اجعل حياتهم أسهل مع كيوسالاري Qsalary. سجِّل شركتك اليوم لتساعد موظفيك على الاستثمار بكل سهولة.

الأسئلة الشائعة

1. سوق الأسهم هل هو مربح أم لا؟

نعم، سوق الأسهم خيار مربح للمستثمرين الذين يتمتعون بالمعرفة والقدرة على تحليل السوق بصورة جيدة ويحصلون على التوجيه الاستثماري الصحيح.

2. كيف أستثمر في الأسهم للمبتدئين؟

بالنسبة للمبتدئين، من الضروري البدء بفهم أساسيات السوق وتعلم كيفية تحليل الأسهم وإدارة المخاطر. أفضل خيار استثماري في هذه الحالة هو صناديق الاستثمار المشتركة التي يُشرف عليها مدير محفظة خبير يقوم باتخاذ جميع القرارات الاستثمارية.

3. كم نسبة الربح في الأسهم؟

تختلف نسبة الربح في الأسهم بشكل كبير وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الشركة، وحالة السوق، وتوقيت البيع والشراء، ومهارات المستثمر أو مدير المحفظة أو الصندوق.

4. متى أشتري ومتى أبيع في سوق الأسهم؟

لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال، إذ إنَّ معرفة التوقيت المناسب للبيع والشراء أمر صعب للغاية قد يُخطئ فيه حتى أفضل المضاربين المحنَّكين؛ ولهذا، يلجأ معظم المستثمرين لشراء أسهم منخفضة القيمة ويحتفظون بها على أمل أن ترتفع قيمتها مع مرور الوقت.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *