هل سبق وأن نظرت إلى ولاء موظفيك بوصفه ركيزة نجاح أساسية في عملك؟ في الحقيقة، يجب أن تفكر ملياً في هذا الأمر؛ إذ من المرجح أن يقوم الموظفون الملتزمون تجاه شركتك بعملهم بشكل جيد، ويبقون فيها على المدى الطويل، مما يجعلهم ذا قيمة كبيرة لنجاحك الشخصي والمهني.
إنَّ العلاقة بين الاحتفاظ بالموظفين والولاء الوظيفي علاقة طردية؛ وعليه، يجب أن تكون العلاقة بين الموظف وصاحب العمل علاقة مفيدة للطرفين، ويسودها الاحترام المتبادل. ومع ذلك، توجد دلالات واضحة على أنَّ التوازن بين كلا الأمرين بدأ يضعف؛ وهذا ما قد يُفسر الاستقالة الصامتة التي بتنا نسمع عنها، حيث يقرر المزيد من الموظفين عن بذل أقصى مجهوداتهم في شركات لا يبدو أنَّها ترد بالمثل تجاههم.
في حين أنَّ زيادة أعباء العمل الموظفون هم من يتحملون ضريبتها، إلا أنَّه في منظمة صحية، عادةً ما يتم موازنة هذه التكاليف من خلال تقديم تعويضات مالية، أو منحهم مزايا إضافية من مثل تطويرهم وتعزيز فرص نجاحهم الوظيفي.
وفي حين قد يكون من الصعب قياس مدى ولاء موظفيك، يبقى من السهل رؤية آثاره على عملك ومؤسستك. ويبقى من الهام معرفة مدى الولاء الذي يتمتع به موظفوك حتى تتمكن من اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان عدم تراجعه مرور الوقت؛ ذلك أنَّ سيؤثر سلباً على عملك، ويضر بقدرته على النمو والازدهار.
في هذا المقال، سنتعرف إلى هذا المفهوم وأهميته، وكيف يمكن لأرباب العمل تعزيزه بين موظفيها؛ فتابع معنا قادم سطوره.
ما هو الولاء الوظيفي؟
في العلاقات الشخصية، يعد الولاء مفهوماً أبسط أو على الأقل مفهوم يسهل تصوره. نحن ننظر إلى العائلة والأصدقاء المقربين بوصفهم أشخاص مخلصون تهمهم مصلحتنا، ونعلم أنَّ هؤلاء لن يسيئوا إلينا أو يسرقوا منا أو يحاولون إيذاءَنا بأي شكل كان.
إذاً كيف تبدو هذه السلوكيات عند تطبيقها على العلاقة بين الموظف وصاحب العمل؟ هل يعني ذلك أنَّ الموظفين لن يتحدثوا بالسوء عن الشركة؟ وما الذي يمكن اعتباره ضرراً للشركة؟
يُشير مفهوم ولاء الموظفين إلى مدى انتمائهم واهتمامهم بمكان عملهم، ويعبر عن الرغبة والاستعداد للبقاء في الشركة وتقديم أقصى جهد ممكن من أجل تحقيق أهدافها ورؤيتها. إنَّهم سعداء ببيئة العمل لديك، ولديهم الحافز لذلك، ومن غير المرجح أن يتركوك في أي وقت يجدون فيه فرصة أفضل للعمل في مكان آخر.
ومن الضروري أن تعلم جميع المؤسسات بأنه يجب أن يكون لديهم ولاء وظيفي مرتفع حتى يتمكنوا من الحفاظ على الموظفين الذين يتميزون بالكفاءة العالية، والذين هم رأسمال الشركة، والتي على الشركة الاستثمار فيهم والحفاظ عليهم.
ولذلك، وفي الوقت الحالي، بات على جميع الشركات أن تفهم جيدا مفهوم الولاء الوظيفي، وأن تعلم أهم الطرق التي تجعلهم يتمكنون من الحفاظ عليه، وأن يقدموا أفضل الطرق لزيادة للولاء.
اقرأ أيضا: أفكار لزيادة ولاء وانتماء الموظف الجديد
ما هي أهمية الولاء الوظيفي؟
ولاء الموظفين أمر بالغ الأهمية في مكان العمل لأنَّه يعزز الشعور بالاستقرار والثقة والمنفعة المتبادلة بين الموظفين والشركة؛ كما أنَّ الموظفين المخلصين أكثر تفاعلاً وإنتاجية والتزاماً بتحقيق الأهداف التنظيمية.
فيما يلي عدة أسباب تجعل ولاء الموظف مهماً في مكان العمل:
زيادة الإنتاجية:
الموظفون الذين يشعرون بالولاء تجاه مكان عملهم عادةً ما يكونون أكثر إنتاجية. وإذا كانوا ملتزمين بشركتهم، فسيعملون بجهد وشغف أكبر لتحقيق أهداف الشركة.
الاستقرار:
يقلل ولاء الموظفين معدلات الدوران والتسرب الوظيفي في الشركة؛ فعندما يبقى الموظفون لفترة طويلة في الشركة، يمكن للشركة توفير موارد تدريب وتطوير أقل، وكذلك تجنب تكلفة استبدال الموظفين.
تقليل التكاليف:
تكلفة توظيف وتدريب موظف جديد تكون عالية. إذا تمكنت الشركة من الحفاظ على موظفين ملتزمين، فإنها تقلل تكاليف استبدالهم وتوفير المزيد من الموارد للاستثمار في النمو والتطوير.
بناء سمعة إيجابية:
الشركات التي تعتني بموظفيها وتشجع على الولاء تكون لديها سمعة إيجابية. هذا يؤثر بشكل إيجابي على سمعة الشركة في السوق، وقد يؤدي إلى جذب المزيد من المواهب والعملاء.
تعزيز الروح الجماعية:
يتفاعل الموظفون الذين يشعرون بالولاء بشكل أفضل مع زملائهم ويعملون معاً كفريق واحد. هذا يعزز الروح الجماعية في الشركة ويزيد من التعاون والإبداع.
التفاعل الإيجابي مع العملاء:
عندما يكون الموظفون ملتزمين وراضين عن عملهم، ينعكس ذلك إيجابياً على تفاعلهم مع العملاء؛ فالموظفون الراضين عن عملهم يقدمون خدمة أفضل ويسهمون في بناء علاقات إيجابية مع عملائهم.
زيادة الأرباح:
الشركات التي تتمكن من الحصول على ولاء موظفيها، فإن هذا سوف ينعكس على الأداء النهائي الخاص بهم، مما سوف ينعكس على أداء الشركة بشكل أفضل وبشكل ملحوظ.
تحسين صورة وسمعة الشركة:
من الضروري أن يعلم جميع المدراء بأن الموظفين يتحدثون فيما بينهم عن الإيجابيات والسلبيات، وكلما كان هناك ولاء وظيفي، كلما كان ذلك ينقل سمعة جيدة عن الشركة في السوق، مما يجعلها تستقطب الفئات المميزة من الموظفين بسبب سمعة الشركة الجيدة مما يجعل هم راغبين في العمل فيها.
تقليل معدل دوران الموظفين:
من الطبيعي أن يكون هناك معدل دوران الموظفين في كل الشركات، ولكن إذا كان معدل دوران الموظفين يكون خلال أشهر قليلة، فإن ذلك دلالة على أن هناك مشكلة ما في الشركة، وكلما زاد الولاء الوظيفي، كل ما يعني ذلك بأن نسبة دوران الموظفين تكون أقل.
بيئة العمل الإيجابية:
كل ما كانت بيئة العمل الإيجابية عند جميع الموظفين، وكل ما كانوا يشعرون بالانتماء إلى المكان الذي يعملون فيه، كل ما كان ذلك سوف ينعكس على بيئة العمل، ومن ثم الإنتاجية النهائية لكل الشركة.
قد يهمك: استراتيجيات التعامل مع الموظفين
كيف تعزز الولاء الوظيفي داخل شركتك؟
لتعزيز ولاء الموظفين، يجب على الشركات أن تهتم بمصالح وحاجات وتطلعات موظفيها، وأن توفر لهم بيئة عمل محفزة وداعمة ومرنة. فيما يلي طرق تعزيز الولاء الوظيفي:
الإصغاء للموظفين:
يجب سماع آراء واقتراحات الموظفين، وأخذها بعين الاعتبار في صنع القرارات. كما يجب توضيح كيفية استخدام الملاحظات التي يقدمونها، مع تطبيق التغييرات اللازمة لتحسين مستوى رضاهم وولاءهم.
الثناء وإظهار الامتنان:
يجب على أي شركة أن تقدر موظفيها على ما يقومون به من عمل جاد، وأن تعبر لهم عن شكرها وامتنانها بطرائق مختلفة، مثل المديح الشخصي أو الجماعي، أو منحهم مكافآت أو حوافز. هذا من شأنه أن يزيد من ثقة الموظفين بأنفسهم، ويرفع من معنوياتهم، ويشجعهم على المضي قدماً في تقديم أفضل أداء لديهم.
معالجة المشكلات بسرعة:
يجب على أي شركة أن تتفهم الصعوبات التي قد يواجهها الموظفون في عملهم أو في حياتهم الشخصية، وأن تسعى إلى حلها بسرعة وكفاءة. كما يجب أن تتبنى سياسة صارمة ضد التمييز أو التسلط في مكان العمل، وأن تضمن حقهم في التقدم بالشكاوى أو الإبلاغ عن المخالفات دون خوف من أي إجراءات انتقامية.
المرونة في سياسات العمل:
يجب على أي شركة أن تكون مستعدة لإجراء بعض التغييرات في طبيعة أو شروط أو طرائق العمل لتتناسب مع احتياجات موظفيها؛ فقد يحتاج بعضهم إلى إحداث تغيير في مسؤولياتهم أو مهامهم أو أهدافهم. كما قد يحتاج بعضهم إلى تغيير جدول العمل أو مكان العمل، لتحسين التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية.
تزويد الموظفين بالأدوات المناسبة:
يجب على أي شركة أن توفر لموظفيها كل ما يحتاجونه من معدات وبرامج وخدمات لأداء عملهم بكفاءة وجودة، كما يجب أن تضمن سلامتهم في مكان العمل، وأن تقدم لهم بعض المزايا الإضافية، مثل التأمين الصحي أو خطة التقاعد. هذا من شأنه أن يزيد من رضا الموظفين، ويقلل من معدلات المغادرة والغياب.
تقديم تعويضات وحوافز عادلة:
يجب على أي شركة أن تضع نظاماً شفافاً وعادلاً لتحديد رواتب وأجور الموظفين، بحيث تعكس مستوى مؤهلاتهم وخبراتهم وإنجازاتهم. كما يجب تقديم حوافز مالية أو مادية أو معنوية تشجعهم على التفوق في الأداء، والابتكار في الحلول.
أنواع الولاء الوظيفي
هناك مجموعة من أنواع الولاء الوظيفي التي تضمن أعلى إنتاجية ممكنة من الفريق، ونستخلص لكم كل الأنواع فيما يلي.
- الولاء الثقافي: والمقصود بهذا النوع هو أن القيام الثقافية التي تكون عند الموظف، توافق بشكل جيد مع القيمة الثقافية للشركة التي يعمل فيها، وهذا من ناحية كل شيء.
- الولاء العاطفي: والمقصود به هو ذلك الولاء الوظيفي الذي يجعل الموظف يشعر وكأنه ينتمي بارتباط عميق عاطفي مع الشركة التي يعمل فيها.
- الولاء الزمني: وهو عبارة عن الولاء الوظيفي الذي يعتمد على تلك المدة التي قضاها الموظف في الشركة.
- الولاء للمعاملات: والمقصود به هو حرص الموظف على تحقيق المصلحة للمؤسسة التي يعمل فيها بسبب المميزات التي يحصل عليها، والتي زادت من ولائهم للشركة.
- الولاء الأعمى: وهي واحدة من أنواع الولاء الوظيفي التي تجعل الموظف يصل إلى مرحلة الانتماء الشديد، بغض النظر عن أي عيوب أو مشاكل. وهو أحد أنواع الولاء الوظيفي الذي يبحث عنها كل المديرين الناجحين.
- الولاء المستمر: أحد أنواع الولاء الوظيفي، والذي يعني النية والولاء من ذلك الموظف، بأن يفكر البقاء طويلا في المؤسسة.
ونرى في نهاية الأمر بأن كل أنواع الولاء الوظيفي التي سبقت تعرف عليها، تصب في النهاية في مصلحة واحدة، وهي الولاء الكامل للموظف وللمؤسسة التي يعمل فيها، لأن الولاء الوظيفي من أسس الإدارة الناجحة.
دور المدير الناجح في تعزيز الولاء الوظيفي
يكمن دور المدير الناجح في بناء علاقات قوية مع موظفيه، وتقديم الدعم والإرشاد المهني لهم، والاهتمام بتمكينهم من تحقيق التوازن بين حياتهم الشخصية والمهنية، وتوفير فرص التطوير وتحفيزهم لتحقيق الإنجازات، بما يزيد من رضاهم وانتمائهم للشركة.
قد يهمك: طرق تحفيز الموظفين
ما هي مواصفات الموظف الذي لديه ولاء وظيفي؟
- الإنتاجية: الموظف الذي لديه ولاء وظيفي يبذل جهداً كبيراً في عمله، ويحرص على تحسين أدائه وجودة نتائجه.
- الولاء: يحافظ الموظف الذي يتمتع بولاء وظيفي على علاقة طويلة الأمد مع المؤسسة، ولا يفكر في تركها.
- التعاون: هنا يتعامل الموظف بشكل إيجابي مع زملائه ومديريه، ويعزز روح الفريق.
- الابتكار: يبحث الموظف الذي لديه ولاء وظيفي عن طرائق جديدة ومبتكرة لحل المشكلات أو تطوير المنتجات أو الخدمات.
- الترويج للمؤسسة: الموظف الذي يتمتع بولاء وظيفي يكون سفيراً للمؤسسة، وينشر صورة إيجابية عنها، ويرشحها للآخرين كمكان جيد للعمل أو التعامل.
كيف تساعدك شركة كيو سالاري على رفع الولاء الوظيفي؟
شركة كيو سالاري واحدة من الشركات الواعدة في السوق، والتي تمكنت من أن تكون هي الأساس عند شركات كثيرة، وتمكنت من زيادة الولاء الوظيفي عند الموظفين من خلال الحلول المالية المختلفة والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
هو عبارة عن تطبيق يمكن الموظفين من الوصول إلى مستحقاتهم المالية في أي وقت يريدون طوال الشهر، من خلال تطبيق الهاتف، وكل هذا بكل سهولة، وذلك الأمر يرفع من ولاء الموظفين للشركة بسبب أن الموظف لن يشعر بالضيق المالي لأنه بالفعل يشعر دائما بأنه يمتلك راتب الشهر في أي وقت.
الأسئلة الشائعة عن الولاء الوظيفي
- ما هي خصائص الولاء الوظيفي؟
يتميز ولاء الموظفين بعدة خصائص، مثل الالتزام والاستقرار في مكان العمل، والاهتمام بالأداء والمساهمة الفعالة، والتفاعل الإيجابي مع الزملاء والعملاء، والثقة في الشركة والالتزام بقيمها وثقافتها.
- كيف يمكن قياس الولاء الوظيفي؟
يمكن قياس ولاء الموظفين من خلال استخدام استطلاعات الرأي للموظفين، ومراجعات الأداء، ومعدلات الاحتفاظ بالموظفين، ومتابعة تطورات مشاعر وسلوكيات الموظفين تجاه الشركة.
- ما هو الفرق بين الولاء التنظيمي والولاء الوظيفي؟
يشير الولاء التنظيمي إلى الالتزام والولاء للشركة أو المنظمة بشكل عام، بينما الولاء الوظيفي يتعلق بالالتزام والانتماء لمكان العمل والوظيفة الحالية داخل هذه المنظمة.
- كيف تعزز المنظمات الولاء والانتماء الوظيفي لمواردها البشرية؟
يمكن للمنظمات تعزيز الولاء والانتماء الوظيفي لموظفيها من خلال توفير بيئة عمل إيجابية، وتقديم فرص التطوير المهني لهم، وتقديم مكافآت وترقيات عادلة، وتشجيع التواصل والمشاركة، وتوفير مزايا وفوائد تنافسية.
المصادر

